6964 فدفد بن خنافة البكري ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب له فقال قدم فدفد بن خنافة البكري على أبي سفيان مكة وكان فدفد فاتك بني بكر فاتفق مع أبي سفيان على قتل النبي صلى الله عليه وسلم بعشرين ناقة ودفع إليه خنجرا مسموما قال فدفد فرحت من عند أبي سفيان وانا نشوان فلما صحوت فكرت في عظيم ما اقدمت عليه فسرت حتى إذا كنت بالروحاء في ليلة مظلمة ما أرى موضع اخفاف الناقة فلاح لي وميض البرق وإذا بهاتف من جوف الوادي يقول:
رسول اتى من عند ذي العرش صادقا * على طرق الخيرات للناس واقف
فظننته بعض السيارة وقصدت الصوت فلما بلغت موضعه تسمعت فلا حس فقف شعري وعلمت انه بعض الجن فأنشأت أقول:
لك الخير قد اسمعتني قول هاتف * ونبهت حوسا قلبه غير خائف
فاجابني وكأنه تحت ناقتى:
لحا الله أقواما أرادوا محمدا * بسوء ولا اسقاهم صوب ماطر
عكوفا على الأوثان لا يتركونا * وقد أم دين الله أهل البصائر
فمضيت لوجهي وفي ما سمعت فأصبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله سلم في بني عبدالأشهل يتحدث وقد أخبرهم عن كل ما اتفق وقال سيطلع عليكم الآن فلا تهيجوه وكنت لا اعرفه فقلت لصبي أين هو محمد القرشي الذي قدم عليكم فنظر إلى متكرها وقال ويلك ثكلتك أمك لولا انك غريب جاهل لأمرت بقتلك الا تقول أين رسول الله هو ذاك عند النخلة العوجاء عند اصحابه فائته فإنك إذا رأيته اكبرته وشهدت بتصديقه وعلمت انك لم تر قبله مثله قال فنزلت عن راحلتي ثم اتيته فأخبرني بما اتفق لي مع أبي سفيان ومع الهاتف ثم دعاني إلى الإسلام فأسلمت وهو القائل:
الا ابلغا صخر بن حرب رسالة * بأني رأيت الحق عند بن هاشم
رأيت امرأ يدعو إلى البر والتقي * عليما بأحكام الهدي غير ظالم
فأخبرني بالغيب عما رأيتـــه * واسررته من معشر في مكاتـــــــم